× بدأت معاناة موظفي البنود بمختلف مسمياتها قبل عشر سنوات ، تلك البنود التي وجدت كحل مؤقت ، وكتمهيد لمن يتم توظيفهم عليها ؛ ليتم تثبيتهم بعد ذلك على وظائف رسمية ، تختلف اختلافاً جذرياً في واقعها عن واقع ما يعيشه موظف البند من جوانب معاناة أفاض موظفو البنود في الحديث عنها في مختلف قنوات الإعلام ، ومواقع التواصل الاجتماعي .
× وحتى أضعك عزيزي القارئ في سياق صورة ما تم بشأن موظفي البنود ، فإنه قد تم بالفعل تثبيت بعضهم على وظائف تناسب مؤهلاتهم وخبراتهم ، بل واجتهدت بعض الإدارات مشكورة في الرفع بذلك ، حتى تم لهم التثبيت ، إلا أنه بقي عدد كبير منهم لازالوا إلى اليوم ينشدون ( التثبيت ) بما يناسب مؤهلاتهم وخبراتهم ، أسوة بمن تم تثبيتهم ممن يحملون نفس مؤهلاتهم من زملائهم .
× هذه المناشدة المشروعة ، يدعمهم فيها مؤهلاتهم ، وخبراتهم نتيجة بقاءهم كل هذه المدة على تلك الوظائف ، وهو جانب يقف في صف الشاهد لهم بأحقية التثبيت ؛ نظراً لما وجده منهم مدراؤهم والمشرفون عليهم من عطاء أثبتوا من خلاله – رغم معاناتهم من تبعات بقاءهم على البنود – أنهم أهل لأن تجتهد إدارتهم في دعم تثبيتهم ، مع التأكيد على أن تثبيتهم على سلم الوظائف المدنية ، سيعود بالمزيد من العطاء ، الذي كان سبباً في تمسك إدارتهم بهم كل هذه المدة .
× وعلى مستوى موظفي البنود ، فإن ( التثبيت ) سيحدث لهم نقلة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، فالتثبيت على وظائف تناسب مؤهلاتهم ، وخبراتهم سينقلهم على سلم الرواتب ، وهذا سيباشر أثرا فارقاً على حياتهم مقارنة مع واقعهم في ظل البنود ذات الرواتب المقطوعة ، منزوعة البدلات والعلاوات ، التي تأتي في متوسط 3500 ريال .
× كما أن التثبيت سوف يحررهم من مسميات ( مستخدم ، عامل ) ، التي جرت عليهم ويلات تكليفات لا تتناسب وما يحملونه من مؤهلات ، إلا أنهم في ظل البنود يكلفون بذلك دون أن يكون لهم خيار سوى التنفيذ ، مع ما قد يعصف بهم فجأة من إنهاء ( العقود ) ، وهو ما يعني في المجمل أنهم في ظل البنود يفتقدون للأمان الوظيفي ، العنصر الأساس في استقرار أي موظف ، ينشد منه العطاء ، والاجتهاد ، والعمل على تطوير قدراته ، وصقل مواهبه ومهاراته .
× إنني أحمل في هذا المقال صوت كل موظفي البنود ؛ لأقدمه مشفوعاً بفائق التقدير لكل مسؤول له في أمر تثبيتهم كلمة ، وأخص بذلك معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية م/ أحمد سليمان الراجحي بدعم أمر تثبيتهم ، والعمل على ذلك بما يأتي متسقاً مع : ( أبشروا بالخير ) التي أسمعها لهم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – كما أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم إجابة وافية عن ( لماذا ) الواردة في العنوان ، وعلمي وسلامتكم .
*نشر المقال في صحيفة المدينة بتاريخ 10/8/2020
آخر الردود والتعليقات